حقن النضارة

 

يتسم الجلد بأنه عضو حساس يتأثر بالعوامل البيئية الخارجية كأشعة الشمس والرطوبة والتعرض للغبار والأتربة … إلخ . الأمر الذي يستلزم عناية خاصة بالبشرة ، والاهتمام بصحتها وسلامتها . تتراوح سبل العناية بالبشرة بداية من المستحضرات الطبية المنزلية التي يمكن صناعتها من عناصر طبيعية كزيت الزيتون والعسل ، وحتى المستحضرات الدوائية التي يتم تصنيعها واستخدامها تحت إشراف طبي متخصص .

تعد حقن النضارة أحد الحلول التجميلية الغير جراحية التي يمكن استخدامها لتعزيز الحالة الصحية والجمالية للجلد بشكل عام ، وهي إجراء آمن يتسم بالبساطة والفاعلية في نفس ذات الوقت ، حيث تحقق حقن النضارة نتائج مذهلة قد لا تتوفر في الخيارات الأخرى البديلة .

محتويات المقال :

  • ما هي حقن النضارة ؟
  • فوائد واستخدامات حقن النضارة .
  • أنواع حقن النضارة .
  • تحضيرات قبل استخدام حقن النضارة .
  • كيف يتم استخدام حقن النضارة ؟
  • هل يتضمن استخدام حقن النضارة أي مخاطر صحية أو أعراض جانبية ؟
  • تكلفة حقن النضارة .

ما هي حقن النضارة ؟

حقن النضارة عبارة عن إبر تحتوي على مواد مغذية يتم حقنها في طبقات الجلد الداخلية ، وذلك لتنشيط وتحفيز خلايا البشرة لإنتاج خلايا جديدة أكثر صحة وشبابا وحيوية . هناك العديد من المواد المغذية التي يمكن استخدامها في حقن النضارة ، والتي يمكن الاختيار بينها حسب توصيات الطبيب المعالج .

فوائد واستخدامات حقن النضارة

يرى الأطباء والمتخصصون أن استخدام حقن النضارة ليس قاصرا على وجود علة أو مشكلة ما فحسب ، إذ يمكن استخدامها بشكل روتيني لتعزيز نضارة وحيوية البشرة وإعطائها مظهرا أكثر صحة وشبابا . كذلك يمكن استخدام حقن النضارة لإحداث تأثير علاجي وتجميلي في الحالات التالية :

  1. الحالات المتقدمة من جفاف البشرة ، والمصحوبة بوجود تشققات سطحية بطبقات الجلد ، حيث تعمل حقن النضارة على زيادة مرونة وترطيب الجلد بشكل طبيعي وآمن ، الأمر الذي يسمح بعلاج حالات جفاف البشرة أيا كانت درجته .
  2. التخلص من ندوب حب الشباب بشكل آمن وفعال ، حيث يلاحظ أن الخيارات العلاجية الأخرى يمكنها أن تتسبب في جفاف البشرة أو ظهور قشور بالوجه . أما عند استخدام حقن النضارة لعلاج ندوب حب الشباب ، فإن فرصة حدوث هذه التأثيرات الجانبية يكون شبه منعدم .
  3. التخلص تماما من الهالات السوداء التي قد تحيط بالعين ، والتي تنشأ عادة إما بسبب نقص مستوى بعض العناصر الطبيعية المغذية أو نتيجة التعرض المفرط للضغوط النفسية والعصبية وقلة عدد ساعات النوم .
  4. إخفاء ترهلات الجلد وتجاعيد البشرة وعلامات التقدم في العمر ، ولاسيما التي توجد بمناطق الجبهة وحول الشفتين وحول العين . كما تساعد حقن النضارة في استعادة مرونة ولمعان ونضارة البشرة بشكل لافت ، لتصبح البشرة أكثر شبابا على نحو لافت .
  5. علاج مشكلات تصبغ الجلد ، سواء كانت فرط التصبغ ( منطقة داكنة أكثر مما حولها ) أو نقص التصبغ ( منطقة باهتة أكثر مما حولها ) ، وذلك دون التسبب في أي تأثيرات جانبية تذكر .

أنواع حقن النضارة

تحتوى حقن النضارة على مواد مغذية يتم حقنها مباشرة إلى طبقات الجلد الداخلية لإحداث تأثير تجميلي وعلاجي محدد سلفا . هناك أنواع متعددة من حقن النضارة ، والتي تختلف فيما بينها باختلاف المواد المغذية الموجودة بحقن النضارة ، ولعل أبرزها ما يلي :

  • حقن النضارة التي تحتوي على حمض الهيالويورونيك : يوجد حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في البشرة ، والذي يعمل على تجديد خلايا البشرة ، واستبدال التالف منها بأخرى أكثر صحة وحيوية ونضارة . من الطبيعي أن ينخفض مستوى حمض الهيالويورونيك بالجسم مع التقدم في العمر أو لأسباب أخرى كنقص التغذية أو نتيجة الإصابة بالأمراض المزمنة أو التعرض للتوتر والضغوط العصبية المفرطة ، الأمر الذي يستلزم استخدام حقن النضارة الغنية بحمض الهيالويورونيك لإعادة حيوية ونضارة البشرة . لعل أبرز ما يميز هذا النوع من حقن النضارة هو تأثيره المتميز في زيادة ترطيب البشرة ، وتعزيز قدرتها على الاحتفاظ بالماء داخل خلاياها ، وذلك بفضل احتواء هذا النوع من الحقن على مواد إضافية معززة مثل فيتامين ( أ ) وحمض الجلايكوليك ، مما يجعلها خيارا علاجيا ممتازا في حالات جفاف البشرة .
  • حقن النضارة التي تحتوي على مادة الجلوتاثيون : ينتج عن عمليات الجسم الحيوية الاعتيادية كالتنفس والتمثيل الغذائي مواد تعرف باسم الشقائق الحرة ، والتي يتسبب تراكمها في بعض التأثيرات السلبية على الجسم ، لعل أبرزها تلف وموت الخلايا الحية على نحو متسارع . تعد مادة الجلوتاثيون أحد مضادات الأكسدة النشطة التي تعمل على القضاء على تلك الشقائق الحرة ، والتي قد تكون سببا في تلف خلايا البشرة ومنع تجددها بشكل مستمر . تستخدم حقن النضارة التي تحتوي على مادة الجلوتاثيون بشكل أساسي في علاج التصبغات الجلدية وتفتيح لون البشرة وإكسابها مظهرا أكثر صحة وحيوية ، ولاسيما حينما يتم استخدامها مع عناصر مغذية أخرى كالفيتامينات .
  • حقن النضارة التي تحتوي على البلازما : تعد البلازما أحد عناصر الدم الرئيسية ، وهي عبارة عن سائل شفاف غني بالعديد من العناصر المغذية للبشرة مثل البروتينات والفيتامينات ، لذا تستخدم بشكل أساسي في علاج مشكلات البشرة وإكسابها النضارة والحيوية ، ولاسيما إذا كان العامل المسبب هو نقص مستوى المغذيات بالجسم .
  • حقن النضارة التي تحتوي على الفيتامينات : لا شك أن الفيتامينات من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم بوجه عام ، وأن نقص مستويات هذه الفيتامينات من شأنه أن يتسبب في العديد من التأثيرات السلبية ، سواء على الصعيد الصحي أو الجمالي . لذا تستخدم حقن النضارة التي تحتوي على فيتامينات ( أ ، ب ، جـ ، هـ ) لتغذية البشرة وتعزيز نضارتها . كما يمكن استخدام هذه العناصر في صورة مستحضرات دوائية أخرى كالأقراص التي تؤخذ من خلال الفم أو في صورة دهان موضعي على الجلد .

تحضيرات قبل استخدام حقن النضارة

لتحقيق أفضل النتائج العلاجية والتجميلية الممكنة ، ينصح قبل استخدام حقن النضارة باتباع النصائح والتعليمات التالية :

  • التحدث إلى الطبيب المعالج والاطلاع على كافة التفاصيل المتعلقة بحقن النضارة ، مع التأكد من أن استخدام حقن النضارة سوف يحقق النتائج المطلوبة وسيلبي التطلعات الشخصية .
  • ينصح قبل استخدام حقن النضارة تعزيز رطوبة البشرة قدر المستطاع ، وهو ما يتم من خلال الإكثار من شرب الماء والسوائل ، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات زمنية طويلة .
  • ينبغي الامتناع تماما عن التدخين مدة لا تقل عن 3 أسابيع قبل استخدام حقن النضارة .
  • ينصح بالامتناع تماما عن استخدام أي مستحضرات تجميلية موضعية لمدة 48 – 72 ساعة قبل استخدام حقن النضارة ، وذلك لإراحة البشرة قبل الخضوع للإجراء .
  • يوصى بالتوقف عن أي أدوية قد تتسبب في سيولة الدم كالأسبرين والهيبارين ، لمدة لا تقل عن 3 – 4 أسابيع ، وذلك لتجنب حدوث الكدمات أو النزيف الدموي . لكن أولا ، لابد من استشارة الطبيب المعالج .
  • عند اختيار نوع المواد المغذية المستخدمة في حقن النضارة ، ينبغي إجراء بعض الفحوصات والاختبارات المعملية للتأكد من عدم وجود فرط تحسس نحو هذه المواد .

كيف يتم استخدام حقن النضارة ؟

يتسم استخدام حقن النضارة بالبساطة ، لذلك يمكن إجراء الحقن في العيادات الطبية دون تجهيزات خاصة . في البداية ، يتم تنظيف وتعقيم البشرة جيدا ، مع إمكانية وضع القليل من الكريم الموضعي المخدر ، وذلك للقضاء تماما على أي شعور محتمل بالألم .

يتم بعد ذلك استخدام محاقن ذات إبر دقيقة معدة خصيصا للحقن تحت الجلد ، وذلك لضخ المواد المغذية التي تم اختيارها ( حمض الهيالويورونيك ، الجلوتاثيون ، البلازما … إلخ ) في الطبقات السفلية من الجلد . بعد الانتهاء من عملية حقن المواد المغذية ، يقوم الطبيب القائم على الإجراء بوضع بعض الكريمات المرطبة لحماية البشرة .

يتسم استخدام حقن النضارة بأنه إجراء آمن وبسيط ، لذا يصرح بالمغادرة للمنزل فور الانتهاء ، مع توصية المريض بالراحة التامة لعدة ساعات ، وتجنب غسل الوجه خلال هذه الفترة الزمنية .

للحصول على التأثير العلاجي والتجميلي المطلوب ، لا يتم الاكتفاء عادة بجلسة واحدة ، حيث يتراوح عدد الجلسات المطلوبة بين 4 – 8 جلسات ، بفاصل زمني لا يقل عن أسبوعين . وبشكل عام ، فإن الطبيب المعالج هو صاحب القرار في هذا الشأن .

هل يتضمن استخدام حقن النضارة أي مخاطر صحية أو أعراض جانبية ؟

يتسم إجراء استخدام حقن النضارة بأنه مؤقت ولا يدوم إلا لعدة أشهر مما يستلزم إعادته من آن لآخر لضمان استمرارية التأثير العلاجي والجمالي لحقن النضارة . على الجانب الأخر يتميز استخدام حقن النضارة بأنه إجراء آمن تماما ، حيث يقتصر الأمر على ظهور بعض الكدمات ومواضع الاحمرار البسيطة . لحسن الحظ ، هذا التأثير مؤقت ، ويختفي تماما من تلقاء نفسه خلال أيام .

أيضا وعلى نفس السياق ، في حالات نادرة قد يعاني الشخص الخاضع لإجراء الحقن للإصابة بالعدوى والالتهاب في موضع الحقن . ولتجنب ذلك ، ينصح بضرورة تطبيق كافة معايير النظافة والتعقيم ، والحرص على إجراء الحقن في مراكز طبية متخصصة ، وتحت إشراف أطباء على مستوى عالي من الخبرة والكفاءة والمهارة .

كذلك يمكن أن تحدث بعض التفاعلات التحسسية نظرا لكون الشخص مصاب بالحساسية المفرطة حيال المواد المغذية التي تم حقنها . ولتجنب ذلك ، ينصح بإجراء اختبارات الحساسية أثناء التحضير لعملية الحقن .

تكلفة حقن النضارة

تتميز حقن النضارة بأنها من الإجراءات التجميلية ذات التكلفة المنخفضة إلى المتوسطة . وبشكل عام ، فإن التكلفة تكون أقل في دول منطقة الشرق الأوسط وتركيا مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية . على الجانب الآخر ، هناك عدد من العوامل والحيثيات التي تحدد تكلفة حقن النضارة ، لعل أهمها ما يلي :

  • نوع المواد المستخدمة .
  • عدد الجلسات المطلوبة للوصول إلى النتيجة النهائية .
  • مساحة المنطقة المستهدفة .
  • مدى خبرة وكفاءة ومهارة الطبيب القائم على الإجراء .
  • حجم التجهيزات والإعدادات بالمنشأة الطبية التي يتم فيها الإجراء .