تقشير الجلد
الجلد هو العضو الذي يغلف جسم الإنسان بأكمله ، مما يعكس دوره الأساسي والهام الذي يلعبه على صعيد تعزيز الشكل الجمالي الخارجي . هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤثر بشكل سلبي على نضارة وسلامة البشرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر : بعض الأمراض الجلدية كالإكزيما والصدفية ، التعرض المفرط للشمس أو الرياح أو الأتربة ، نقص مستوى الفيتامينات بالجسم ولاسيما في حالة اتباع حمية غذائية قاسية ، استخدام مستحضرات تجميلية ضارة بالبشرة .. إلخ . الأمر الذي يستلزم اتخاذ تدابير تجميلية فعالة لإعادة نضارة البشرة وحيويتها .
يعد تقشير الجلد أحد أفضل الإجراءات التجميلية التي يمكن أن تساعد في تجديد نضارة البشرة ، وإكسابها مظهرا أكثر صحة وحيوية . ومع التقدم الطبي المستمر ، تم استحداث مجموعة من الوسائل التي يمكنها أن تعمل على تجديد البشرة من خلال تقشير الجلد ، وذلك على نحو فعال وآمن في نفس ذات الوقت .
محتويات المقال :
- ما المقصود بتقشير الجلد ؟
- دواعي إجراء تقشير الجلد .
- ينصح وتعليمات ينبغي وضعها بعين الاعتبار قبل إجراء تقشير الجلد .
- أنواع تقشير الجلد .
- إجراء تقشير الجلد .
- هل يتضمن تقشير الجلد أي مخاطر صحية أو تأثيرات جانبية محتملة ؟
- تكلفة تقشير الجلد .
ما المقصود بتقشير الجلد ؟
تقشير الجلد عبارة عن إجراء يعمل على تحسين الشكل الخارجي للبشرة ، وذلك من خلال إزالة خلايا طبقات الجلد ، سواء كانت خلايا هذه الطبقات الجلدية التالفة ميتة أو تالفة شبه حية ، مما يستلزم إزالتها كي تسمح بنمو خلايا جلدية جديدة أكثر صحة وشبابا وحيوية .
يهدف إجراء تقشير الجلد إلى التخلص تماما من الطبقة السطحية الخارجية لإفساح المجال للطبقة الجديدة ، حيث أن استمرار وجود الطبقة التالفة يعيق تكوين طبقة جديدة من الأساس ، الأمر الذي يمهد لاحقا لظهور التجاعيد والترهلات ، فضلا عن الآفات الجلدية الأخرى كالبثور والتصبغات والالتهابات .. إلخ .
دواعي إجراء تقشير الجلد
يمكن عمل تقشير الجلد كإجراء دوري متبع للجميع ( ما لم يكن هناك موانع طبية ، والتي سنتعرض لها لاحقا بالمقال ) ، وذلك للحفاظ على نضارة وحيوية البشرة . لكن بشكل خاص ، يوصى بتقشير الجلد كإجراء تجميلي وعلاجي في الحالات التالية :
- الندوب الناجمة عن حب الشباب ، أو أي بثور أو آفات جلدية آخرى تركت علامات ظاهرة .
- الآثار الناجمة عن التعرض للحروق .
- الجروح السطحية التي تخلف وراءها ندوبا ظاهرة .
- التصبغات الجلدية ، ولاسيما الناجمة عن فرط التعرض لأشعة الشمس .
- النمش وترهلات وتجاعيد البشرة ، وغيرها من علامات التقدم في العمر .
نصائح وتعليمات ينبغي وضعها بعين الاعتبار قبل إجراء تقشير الجلد
لتعزيز نتائج تقشير الجلد ، ولتحقيق أفضل النتائج العلاجية والجمالية الممكنة ، ينبغي اتباع ما يلي :
- من الضروري الاطلاع على كل التفاصيل المتعلقة بإجراء تقشير الجلد ، والتأكد من أنه يلبي التطلعات الشخصية وأنه لا توجد أي موانع طبية أو صحية تتعارض مع تقشير الجلد .
- لابد التأكد من عدم وجود أي عدوى جلدية قبل الخضوع لجلسات تقشير الجلد ، وذلك لتجنب انتشار العدوى أو تفاقم حدتها .
- ينبغي الاكثار من شرب الماء والسوائل وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة ، مع الاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة ، حيث تساعد كل هذه الأمور على ضمان سير مرحلة الاستشفاء والتعافي دون أي مضاعفات محتملة .
- لتعزيز نتائج جلسات الجلد ، ينبغي الامتناع تماما عن التدخين لمدة شهر على الأقل قبل الخضوع لهذه الجلسات .
- للحد من ظهور الكدمات ، ينبغي الامتناع عن الأدوية التي تسبب سيولة الدم ، كالأسبرين أو الهيبارين ، لكن ينبغي أن يكون الأمر تحت إشراف طبي متخصص .
أنواع تقشير الجلد
يمكن تقسيم إجراء تقسيم الجلد بناء على عمق عملية التقشير نفسها ، وعدد الطبقات الجلدية التي سيتم استهدافها من خلال عملية التقشير ، وذلك على النحو التالي :
- التقشير السطحي : يعرف باسم التقشير البسيط ، يستهدف هذا النوع من التقشير الطبقة الخارجية من الجلد فحسب ، حيث يهدف بشكل أساسي إلى إزالة الشوائب السطحية الموجودة على البشرة ، كذلك يمكن للتقشير السطحي إزالة آثار حب الشباب والحروق السطحية .
- التقشير المتوسط : يستهدف هذا النوع من التقشير الطبقة الخارجية والطبقة الوسطى من البشرة ، ويعرف في الأوساط العامة باسم ” صنفرة البشرة ” ، ويستخدم بشكل أساسي في التعامل مع المشكلات والآفات الجلدية الأكثر عمقا وتوغلا .
- التقشير العميق : يستهدف هذا النوع من التقشير جميع طبقات البشرة ، وصولا إلى الطبقة الداخلية العميقة ، وعلى الرغم من نتائجه المذهلة التي يحققها ، إلا أنه بطبيعة الحال يحتاج إلى وقت أطول للاستشفاء والتعافي مقارنة بالطرق الأخرى .
أيضا وعلى سياق متصل ، يمكن تقسيم أنواع تقشير الجلد حسب الطريقة والوسيلة المستخدمة في عملية التقشير إلى الأنواع التالية :
- التقشير الطبيعي : يتم فيه استخدام مواد طبيعية تماما لتقشير الجلد ، مثل زيت الزيتون والليمون ، حيث يتم عمل خليط وفرك البشرة به للتخلص من شوائب البشرة والخلايا الجلدية الميتة . يتميز هذا الإجراء بالأمان التام ، ويمكن القيام به بشكل دوري في المنزل .
- التقشير الكيميائي : يعتمد بشكل أساسي على استخدام مواد كيمائية ذات قدرة على التغلغل والنفاذ داخل طبقات البشرة ، علاوة على التخلص من الآفات الجلدية وخلايا البشرة الميتة . ولعل أشهر المواد الكيميائية المستخدمة في التقشير الكيميائي هي حمض الجليكول ، حمض اللاكتيك ، حمض السالسليك ، حمض الكاربوليك ، حمض الماليك . لابد من إجراء جلسات التقشير الكيميائي تحت إشراف متخصص ، وذلك لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة .
- التقشير الكريستالي : يتم إجراء التقشير الكريستالي باستخدام حبيبات الرمل الكريستالي الغنية بالعديد من العناصر التي تعمل بشكل فعال في إزالة الطبقة الخارجية التالفة من الجلد ، وتعزيز نضارة وحيوية البشرة .
- التقشير بالليزر : يعتمد التقشير بالليزر على تقشير البشرة باستخدام التأثير الحراري لأشعة الليزر . ولا تقتصر استخدامات التقشير بالليزر على الأغراض التجميلية فحسب ، وإنما يستخدم على نطاق واسع لأغراض علاجية ، كما في حالة التخلص من ندوب حب الشباب وعلامات الشيخوخة والتصبغات الجلدية .
إجراء تقشير الجلد
يختلف إجراء تقشير الجلد من شخص لآخر ، بناء على حجم المنطقة المستهدفة والوسيلة المستخدمة في عملية التقشير . في البداية يتم تنظيف الجلد بمواد مخصصة لهذا الغرض ، ليتم بعد ذلك تقشير الجلد بالطريقة المحددة سلفا . بعد الانتهاء من جلسة التقشير ، يقوم الطبيب القائم على الإجراء بوضع بعض المستحضرات المرطبة ، كذلك يصف الطبيب عادة بعد الأدوية التي يتم أخذها بشكل منتظم خلال مرحلة الاستشفاء والتعافي ، كالمضادات الحيوية ومسكنات الألم ومضادات الالتهاب .
من الطبيعي أن يعاني الجلد من بعض الاحمرار ، وستبدأ القشور في الظهور ، وهي مرحلة اعتيادية يتم فيها سقوط الطبقة القديمة التالفة ونمو طبقة جديدة صحية تماما . تستغرق هذه المرحلة عادة 5 – 10 أيام في التقشير السطحي والمتوسط ، 15 – 30 يوم في حالات التقشير العميق .
من المهم خلال هذه المرحلة الحرص على أخذ الأدوية بانتظام ، والإكثار من شرب الماء والسوائل ، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة ، نظرا للحساسية المفرطة للجلد خلال هذه المرحلة .
هل يتضمن تقشير الجلد أي مخاطر صحية أو تأثيرات جانبية محتملة ؟
يتسم إجراء تقشير الجلد بالأمان ، إذ أنه ليس إجراء جراحي ، ولا يتضمن أي شقوق جراحية أو تخدير ، ولا يحتاج حتى إلى تحضيرات خاصة . بالرغم من ذلك ، قد يتسبب تقشير الجلد في حالات محدودة في حدوث بعض التأثيرات الجانبية ، والتي تشمل :
- ظهور الطبقة الجلدية الجديدة في المناطق التي تعرضت للتقشير بلون داكن أو فاتح مقارنة بالجلد المحيط ( وارد الحدوث في التقشير الكيميائي أو التقشير بالليزر ) .
- حدوث حروق بالبشرة وظهور ندوب جلدية بارزة ، ويعزى سبب ذلك إلى قلة خبرة الطبيب القائم على تقشير الجلد ( في التقشير الكيميائي ) .
- حدوث نشاط مفرط لأنواع معينة من البكتيريا التي تتواجد بشكل طبيعي على سطح الجلد ، الأمر الذي يتسبب في حدوث عدوى والتهاب بكتيري .
- يمكن أن يتعرض الجلد الخاضع لعملية التقشير للحروق السطحية ، وهو أمر وارد الحدوث في حالة عدم الالتزام بتعليمات الطبيب بعد جلسة التقشير ، والتعرض لأشعة الشمس المباشرة بشكل مفرط .
- ظهور التجاعيد والترهلات الجلدية ( نادر الحدوث ) .
أيضا وعلى سياق متصل ، هناك بعض الحالات التي ينصح فيها بعدم إجراء تقشير الجلد إما لمانع طبي أو لعدم جدواها العلاجي أو التجميلي ، ولعل أهم هذه الحالات ما يلي :
- الآفات والمشكلات الجلدية التي تتخطى طبقات الجلد .
- الحالات المتقدمة من تجاعيد وترهلات الجلد ( غالبا تحتاج إلى إجراء شد للجلد أولا ) .
- أصحاب البشرة الحساسية المعرضين لتكوين ندوب سطحية ( يمكن إجراء تقشير سطحي فحسب ، أما إجراء تقشير متوسط أو تقشير عميق فهو محظور تماما ) .
- الأشخاص الذين يعانون من عدوى جلدية فطرية أو فيروسية أو بكتيرية ، وذلك لمنع انتشار العدوى .
تكلفة تقشير الجلد
تختلف تكلفة تقشير الجلد حسب الطريقة المستخدمة ، فعلى سبيل المثال يعد التقشير الطبيعي هو الأرخص تكلفة بطبيعة الحال ، إذ تنحصر التكلفة في سعر المواد الطبيعية أو المستحضرات التجميلية الجاهزة التي تباع في الأسواق . أما بالنسبة للأنواع الأخرى من جلسات تقشير الجلد ( التقشير الكيميائي ، التقشير الكريستالي ، التقشير بالليزر ) ، تعد جلسات تقشير الجلد بوجه عام من الإجراءات التجميلية منخفضة التكاليف ، والتي تتحدد بناء على عدد من العوامل ، وتشمل :
- نوع الإجراء المستخدم .
- حجم المنطقة المستهدفة ودرجة تأثرها .
- مدى مهارة وخبرة وكفاءة القائم على إجراء تقشير الجلد .
- حجم تجهيزات المنشأة التي يتم فيها إجراء جلسات تقشير الجلد .