حقن البلازما
تعد البلازما أحد مكونات الدم ، وهو سائل شفاف يحتوي على تركيز عالي من المغذيات الفريدة من نوعها ، ولاسيما المعادن والفيتامينات ، الأمر الذي جعل من هذه المادة الطبيعية خيارا علاجيا ذو نتائج مدهشة في العديد من المواقف والمشكلات الطبية . لذا يحتل إجراء حقن البلازما مكانة فريدة في الطب بوجه عام ، نظرا لما يتحلى به من قدر عالي من الفاعلية والأمان والموثوقية .
محتويات المقال :
- ما هو حقن البلازما ؟
- تحضيرات هامة قبل حقن البلازما .
- خطوات إجراء حقن البلازما .
- فروق جوهرية هامة بين إجراء حقن البلازما للوجه والخيارات التجميلية الأخرى .
- ما هو الفرق بين إجراء حقن البلازما للشعر وتقنية الميزوثيرابي ؟
- هل يتسبب إجراء حقن البلازما في أي أضرار صحية أو تأثيرات جانبية غير مستحبة ؟
- تكلفة إجراء حقن البلازما .
ما هو حقن البلازما ؟
حقن البلازما عبارة عن إجراء يتضمن استخدام البلازما ذات التركيز العالي من الصفائح الدموية لأغراض علاجية وتجميلية ، ولاسيما أن البلازما الغنية بالصفائح الدموية تتميز بقدرتها المدهشة على تحسين القدرات الوظيفية لأنسجة الجسم ، وتعزيز عملية الاستشفاء والتعافي .
يستخدم إجراء حقن البلازما في العديد من الأغراض الطبية ، لعل أبرزها ما يلي :
- تقوية الشعر وتغذيته ، فضلا عن علاج مشكلات تساقط الشعر ، كما يمكن استخدامها كعلاج مكمل في حالات زراعة الشعر بهدف تعزيز النتائج المرجوة من إجراء زراعة الشعر .
- يستخدم حقن البلازما على نطاق واسع بهدف القضاء على ترهلات وتجاعيد البشرة وعلامات التقدم في العمر ، ولاسيما أنه يستحث خلايا البشرة على إنتاج المزيد من الكولاجين ، مما يعطي البشرة مظهرا أكثر شبابا وحيوية بطريقة آمنة تماما . كذلك ولنفس السبب ، يمكن استخدام حقن البلازما في التعامل مع ندوب الوجه والتصبغات الجلدية .
- يمكن حقن البلازما في منطقة ما حول العين ، وذلك للقضاء على الهالات السوداء التي قد تحيط بالعين ، فضلا عن علاج مشكلات سقوط جفن العين أو ترهل الجلد بتلك المنطقة .
- تعزيز التئام الجروح والتقرحات ، ولاسيما في مرضى السكري .
- تقوية العظام وتعزيز التئام الكسور العظمية .
- يمكن استخدام إجراء حقن البلازما في علاج إصابات الملاعب والرياضيين ، كما في حالات الشد العضلي وتمزق الأوتار والتهابات المفاصل أو الأوتار المزمنة .
- يستخدم إجراء حقن البلازما كعلاج مكمل في العديد من المواقف الطبية الطارئة ، ولاسيما بمجالات جراحة الوجه والفكين وجراحة العمود الفقري ، علاوة على علاج الحالات المتقدمة من الحروق .
تحضيرات هامة قبل حقن البلازما
- من التحضيرات الهامة التي ينبغي وضعها بعين الاعتبار قبل إجراء حقن البلازما هو ضرورة فحص دم الشخص المرشح لحقن البلازما ، والتأكد من خلوه من الفيروسات والأمراض .
- ينبغي التحدث مع الطبيب المعالج حول تفاصيل الإجراء كاملا ، والتأكد من أنه مناسب ويلبي التطلعات الشخصية ، ولاسيما أن الحالات المتقدمة من ترهلات وتجاعيد الجلد على سبيل المثال ، قد تحتاج إلى إجراء شد للوجه قبل الإقدام على حقن البلازما .
- إذا كان حقن البلازما في الوجه ، فلابد من تجنب وضع أي مستحضرات تجميلية لمدة 7 أيام على الأقل قبل الخضوع للإجراء ، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة قدر المستطاع ، والإكثار من شرب الماء والسوائل .
- إذا كان حقن البلازما في فروة الرأس ، فلابد من غسل الشعر جيدا وتنظيف فروة الرأس قبل الخضوع للإجراء .
- الابتعاد تماما عن التدخين لمدة شهر على الأقل قبل حقن البلازما ، وذلك لتعزيز النتائج المنتظرة .
- التوقف عن أي أدوية قد تسبب سيولة الدم كالهيبارين والأسبرين ، وذلك لمدة 3 أسابيع على الأقل قبل حقن البلازما . نهدف من هذا الإجراء الوقاية من الإصابة بالكدمات أو النزيف الدموي ، لكن أولا ينبغي استشارة الطبيب المعالج قبل إيقاف أي دواء .
خطوات إجراء حقن البلازما
يتم إجراء حقن البلازما من خلال الخطوات التالية :
- في البداية يتم تحضير البلازما من خلال سحب عينة من دم المريض ، ثم إضافة القليل من مادة كيميائية تعرف باسم ” مانع التجلط ” ، وذلك لمنع تجلط الدم وفساده .
- بعد ذلك يتم وضع عينة الدم في أنابيب خاصة ، تمهيدا لإدخالها في جهاز الطرد المركزي ، والذي يعمل على فصل مكونات الدم عن بعضها ، وعزل البلازما بعيدا عن كرات الدم البيضاء والحمراء ، حيث تظهر البلازما خلال هذه المرحلة في صورة سائل شفاف مائل للون الأصفر ، مع ملاحظة أنها تكون غنية بالصفائح الدموية .
- يتم إضافة نسبة معينة من الكالسيوم إلى البلازما ، وذلك لتعزيز الفوائد الصحية والعلاجية الخاصة بها .
- يتم سحب البلازما من أنبوب الطرد المركزي ، وإعدادها في محاقن ذات إبر دقيقة مصممة خصيصا لهذا الغرض .
- يتم حقن البلازما في المنطقة المستهدفة ( على سبيل المثال : في الوجه للقضاء على التجاعيد ، في فروة الرأس لعلاج مشكلة تساقط الشعر ، في مفصل الركبة لعلاج التهاب مفصل الركبة أو تمزق الأوتار … إلخ ) . ولتخفيف الألم في موضع الحقن ، قد يلجأ الطبيب المعالج إلى استخدام مخدر موضعي أو وضع قطعة من الثلج لفترة قصيرة على المنطقة المستهدفة .
- يتم إجراء حقن البلازما عادة على عدة جلسات ، حسب احتياج كل شخص للوصول إلى التأثير المطلوب .
- يتميز إجراء حقن البلازما بأنه بسيط وأمن ، يمكن إجراؤه في العيادات الطبية أو في المراكز المتخصصة ، كما أنه لا يحتاج إلى التخدير العام أو أي تجهيزات كبرى ، لذا يمكن المغادرة فور الانتهاء من إجراء حقن البلازما ، ومعاودة ممارسة الحياة اليومية الاعتيادية دون أي قيود أو شروط .
- من المهم الالتزام بالمتابعة الدورية المنتظمة ، وتنفيذ تعليمات الطبيب المعالج بكل دقة ، مع سرعة البحث عن مشورة طبية متخصصة في حالة مواجهة أي مشكلة عارضة أو غير اعتيادية في مثل هذه الظروف .
فروق جوهرية هامة بين إجراء حقن البلازما للوجه والخيارات التجميلية الأخرى
هناك العديد من الخيارات التجميلية الأخرى بالأسواق ، والتي يمكن استخدامها بدلا من حقن البلازما ، ولاسيما فيما يتعلق بالتخلص من ترهلات وتجاعيد الجلد . إلا أن ما يميز حقن البلازما هو أنه إجراء علاجي وتجميلي في نفس ذات الوقت ، حيث تتركز فكرة عمله في التأثير على آلية عمل الأنسجة ، وليس مجرد ملء فراغات أو تجاويف أسفل البشرة .
كذلك فإن القوام السائل للبلازما يتيح لها الانتشار والنفاذية إلى مواضع قد لا تستطيع الوسائل الأخرى الوصول إليها . ولعل أهم ما يميز إجراء حقن البلازما في أنه ذو تأثير طويل المدى ، كما أنه مادة ليست بغريبة عن الجسم ( يتم الحصول على البلازما من خلال سحب عينة دم من الشخص الراغب في إجراء حقن البلازما ) ، وهو ما يقلص من فرص حدوث أي ردة فعل مناعية غير اعتيادية داخل الجسم .
على الجانب الآخر ، على الرغم من أن إجراء حقن البلازما ذو تأثير ممتد وطويل المفعول ، إلا أن ما يعيبه هو بطء ظهور النتائج والحاجة إلى مدة طويلة نسبيا لمشاهدة نتائج تجميلية ملموسة . لذا قد يلجأ بعض خبراء التجميل إلى استخدام إجراء حقن البلازما بالتواكب مع وسيلة أخرى ، وذلك للحصول على تأثير تجميلي فوري وسريع ، فضلا عن إعطاء حقن البلازما الوقت المطلوب لإظهار نتائج إيجابية ملموسة ، تدوم لفترة زمنية طويلة .
ما هو الفرق بين إجراء حقن البلازما للشعر وتقنية الميزوثيرابي ؟
يعتمد إجراء حقن البلازما للشعر على حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في أي طبقة من جلد فروة الرأس ، وذلك تعزيز نمو بصيلات الشعر في فروة الرأس ، مع زيادة كثافته وطوله .
أما تقنية الميزوثيرابي ، فهو إجراء يعتمد على استخدام مركبات صناعية محفزة لنمو بصيلات الشعر كمادة ” المينوكسيديل ” ، وذلك من خلال حقنها في الطبقة الوسطي من جلد فروة الرأس ، بهدف ضبط التوازن الهرموني وضمان وصول التغذية المناسبة لبصيلات الشعر ، مما يعزز من نموها وزيادة كثافتها .
بشكل عام ، كلا الطريقتين مشهود لهما بالكفاءة والنتائج العلاجية المتميزة ، لكن يظل الطبيب المعالج هو الشخص المؤهل لتحديد أفضل خيار يتناسب مع حالة كل شخص على حده .
هل يتسبب إجراء حقن البلازما في أي أضرار صحية أو تأثيرات جانبية غير مستحبة ؟
يتسم إجراء حقن البلازما بأنه آمن تماما ، ولا يتسبب في أي أضرار صحية خطيرة ، لكن قد تحدث بعض التأثيرات الطفيفة ، التي سرعان ما تختفي خلال أيام ، والتي يمكن تجنبها كذلك من خلال اتباع تعليمات الطبيب المعالج ، ولعل أبرزها الشعور بالألم في موضع الحقن والتورم والاحمرار والكدمات الموضعية . كذلك قد يعاني البعض من عدم الحصول على النتيجة المرجوة ، ويعزى سبب ذلك عادة إلى افتقار الطبيب إلى الكفاءة والمهارة المطلوبة لتقييم الأمر ككل .
أيضا وعلى سياق ، هناك بعض الحالات الطبية التي قد يكون فيها إجراء حقن البلازما ليس خيارا جيدا ، نظرا لأنه قد يمثل خطرا على صحة المريض ، مما يستلزم استشارة الطبيب أولا قبل الإقدام على حقن البلازما . تشمل هذه الحالات الطبية ، ما يلي :
- نقص مستوى الصفائح الدموية بالدم ( اضطراب آلية تخثر الدم ) .
- أمراض القلب المزمنة وتصلب الشرايين .
- مرض السكري الغير منضبط ( يعاني فيه المريض من ارتفاع مفرط بمستوى سكر الجلوكوز بالدم على نحو دائم ) .
- التهاب الكبد الفيروسي .
- الحالات المتقدمة من خلل الكبد الوظيفي .
تكلفة إجراء حقن البلازما
يتميز إجراء حقن البلازما بأنه ذو جدوى اقتصادية جيدة على المدى الطويل ، نظرا لأنه طويل المفعول . كذلك فإن تكلفة الجلسات في المنطقة العربية وتركيا أرخص نسبيا مما هي في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية . بشكل عام ، تختلف تكلفة إجراء حقن البلازما من شخص لآخر بناء على عدد من العوامل ، والتي تشمل :
- الغرض من حقن البلازما ( في فروة الرأس لعلاج تساقط الشعر ، في الوجه لعلاج ترهلات وتجاعيد الجلد ، في مفصل الركبة لعلاج التهاب مفصل الركبة … إلخ ) .
- مساحة المنطقة المستهدفة .
- عدد الجلسات المطلوبة .
- مدى خبرة ومهارة وكفاءة الطبيب القائم على الإجراء .
- حجم التجهيزات الموجودة في المنشأة الطبية التي سيتم فيها إجراء حقن البلازما .